البهنســــا في العصــــر الـرومــانـي

كانت البهنسا عاصمة للإقليم التاسع عشر من أقاليم مصر العليا، ووردت بالوثائق المصرية القديمة باسم "بر - مجد" وتعني مكان الالتقاء، وتضم عددا من الآثار من كل العصور التاريخية حيث كانت تقع على الدرب المؤدي إلى الواحات البحرية.تضم المدينة أطلالا لمنشآت مصرية قديمة وفي الأسرات المتأخرة اهتم الفراعنة بها كثيرا، واشتهرت في العصر اليوناني الروماني باسم (أوكسيرنخوس) غير أن شهرتها ترجع لذلك العدد الكبير من البرديات اليونانية التي عثر عليها فيها والتي تلقي الضوء على الكثير من جوانب الحياة في هذه الفترة، حيث أنها تتضمن موضوعات أدبية واقتصادية وإدارية واجتماعية وقانونية.

بلغت مساحة المدينة في العصر الهللينستي (2000×800م)، وكانت مخططة على الطراز الهيبودامي المستمد من المدن المصرية، حيث تتقاطع الشوارع وتنقسم إلى أحياء وتتوسطها السوق، وهناك شارع رئيسي يسمى شارع كليوباترا السابعة، وكان يحيط بالمدينة سور به أربعة أبواب يعرف أحدها باسم باب الكابيتول، وتذكر بردية ترجع للقرن الثالث الميلادي وجود تترا بيلون مما يعنى أن المدينة كان لها بوابة ضخمة ذات أبراج في كل جهة من الجهات الأربع.كما حفلت المدينة بالمنشآت الإغريقية مثل الجمانيزيوم والمسرح والحمامات ومن أشهرها حمامات تراجان وهادريان وأنطونيوس بيوس، وأقيم أكثر من أربعين معبدا منها معابد مشتركة كمعبد زيوس وهيرا ومعبد سيرابيس وزيوس.ووجدت معابد لآلهة مصرية وإغريقية منها معبد زيوس وآمون ومعبد هيرا وإيزيس، وكان معبد السرابيوم الكبير يتصل بمعبد الإلهة إيزيس، وقد تميزت المعابد البطلمية بأنها مصرية التخطيط واستمرت الكتابات الهيروغليفية والفنون المصرية إلى جانب كثرة استخدام الأعمدة المركبة.

وكانت منازل أوكسيرنخوس تتكون من طابقين أو ثلاثة طوابق وتضم أجنحة منفصلة وحجرات استقبال للرجال وأخرى للنساء، وتتقدم المنازل سقائف محمولة على صفوف من الأعمدة، وضمت بعض المنازل حوانيت تطل على الشوارع الرئيسية.وعندما ظهرت المسيحية كان للمسيحيين في أوكسيرنخوس فضل كبير في القضاء على الديانة الوثنية، وانتشرت الكنائس بدلا من المعابد الوثنية حتى وصل عدد الكنائس إلى أربعين كنيسة حيث تحول عدد من المعابد إلى كنائس. وقد عثر على أطلال الكثير من المنشآت اليونانية والرومانية منها:العمــــــــــــــــــــــود ويتكون من قاعدة وبدن وتاج من أعلى، ويعتقد أنه كان هناك تمثال لإمبراطور روماني فوق تاج العمود، وكان هذا النوع من الأعمدة شائعا في الجزء الشرقي من الإمبراطورية حتى القرن الثالث الميلادي وبالمقارنة بالمدن الرومانية الأخرى فإنه يفترض وجود أربعة أعمدة بهذا الشكل، ويرجح أن هذا العمــــــــــــود كان يمثل نقطة تقاطع شارعين. البوابة الكبرى واستخدم أحد برجيها في العصر الإسلامي كقاعدة لمئذنة مسجـــــــــــد أبو سمــــــــــرة، وكانت مبلطة بالحجر وإلى الشمال منها سور وأسفلها مبنى من الطوب اللبن يمتد من الشرق إلى الغرب، وقد بنيت هذه البوابة وفقا للتقاليد المصرية التي استمرت حتى العصر الروماني.ويقع في الجزء الشرقي للمدينة مسرح وكان يتكون من مقاعد المشاهدين ومنصة المسرح، وقد كان عرض الممرات بين صفوف المقاعد مترا ويقدر عددها بخمسة وثلاثين صفا يسع كل منها (320) مشاهدا، كما كانت توجد مجموعة من المقاعد التي تستخدم كاستراحة، ويحيط بالمسرح سقيفة على صف من الأعمدة المفردة تتقدمه سقيفة أخرى على صف من الأعمدة المزدوجة، وعثر على المنصة وبقايا المقاعد والحوائط والكثير من العناصر الأثرية .



ليست هناك أي مشاركات.
ليست هناك أي مشاركات.